ماهو الذكاء الإصطناعي ؟

دليل مبسط لعالم المستقبل

بسم الله نبدأ، في أول تدوينة لي في هذه المدونة، أحببت أن يكون حديثنا عن الموضوع الأكثر إثارة للجدل والنقاش اليوم: “الذكاء الاصطناعي”. أصبحت هذه الكلمة تتردد في كل مكان، وقد يبدو الأمر معقداً ومخصصاً للخبراء، لكن الحقيقة أبسط من ذلك.

في هذه التدوينة، سنشرح عالم الذكاء الاصطناعي بلغة سهلة ومباشرة، حتى لو لم تكن لديك أي خلفية تقنية.

الجزء الذي نعرفه جميعاً: الذكاء الاصطناعي التوليدي

عندما تسمع عن “شات جي بي تي” (ChatGPT) أو “جيميني” (Gemini)، فأنت تتحدث عن الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI). هذا هو النوع الأكثر شهرة حالياً، وهو ببساطة نظام قادر على إنشاء أو “توليد” محتوى جديد لم يكن موجوداً من قبل، مثل:

  • كتابة نصوص ورسائل بريد إلكتروني.
  • تلخيص المقالات الطويلة.
  • تصميم صور فريدة من خلال وصف نصي.
  • كتابة أكواد برمجية.
  • تأليف مقطوعات موسيقية.

لكن من المهم أن نعرف أن هذا النوع هو مجرد جزء واحد فقط من عالم الذكاء الاصطناعي الكبير.

الذكاء الاصطناعي عالم أكبر بكثير

الذكاء الاصطناعي ليس فقط إنشاء المحتوى، بل هو مجال واسع يشمل أنظمة ذكية تقوم بمهام مختلفة. إليك بعض الأمثلة السريعة لأنواع أخرى من الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها يومياً دون أن ننتبه:

  • أنظمة التوصية: عندما يقترح عليك نتفليكس فيلماً أو سبوتيفاي أغنية، فهذا ذكاء اصطناعي يحلل ذوقك.
  • تمييز الوجوه والصور: خاصية فتح قفل الهاتف بوجهك أو قدرة “صور جوجل” على البحث عن “سيارات” أو “شواطئ” في صورك.
  • المساعدات الصوتية: مثل “سيري” و”أليكسا” التي تفهم أوامرك الصوتية وتنفذها.
  • السيارات ذاتية القيادة: التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الطريق واتخاذ القرارات.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي؟ (شرح مبسط جداً)

تخيل أنك تقرأ كل كتاب ومقالة وموقع على الإنترنت باللغة العربية. بعد فترة، ستصبح لديك قدرة هائلة على فهم الأنماط اللغوية، السياق، وكيفية ترابط الكلمات مع بعضها.

هذا ما تفعله نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي. يتم تدريبها على كمية هائلة من البيانات (نصوص، صور، أكواد)، فتتعلم العلاقات والأنماط بينها. وعندما تطلب منه شيئاً (مثلاً: “اكتب لي قصيدة عن البحر”)، فإنه لا “يفهم” البحر كإنسان، بل يقوم بتوقع الكلمة التالية الأكثر احتمالاً بناءً على كل ما تعلمه، ثم الكلمة التي تليها، وهكذا، حتى يكوّن جملة وفقرة وقصيدة كاملة تبدو منطقية ومتماسكة. يمكن اعتباره “أذكى نظام إكمال تلقائي في العالم”.

هل هو مكلف؟ وأشهر النماذج المتاحة

قد تظن أن هذه التقنية باهظة الثمن، ولكن المثير للدهشة هو أن الكثير من أقوى النماذج متاحة للاستخدام بشكل مجاني تماماً. أما الاشتراكات المدفوعة (والتي تكون عادةً حوالي 20 دولاراً شهرياً)، فهي تقدم قدرات متقدمة يمكنها توفير ساعات طويلة من العمل، مما يجعلها استثماراً ممتازاً.

وهذه قائمة بأهم النماذج الموجودة حالياً:

  • Google Gemini: من شركة جوجل الأمريكية.
  • OpenAI ChatGPT: من شركة OpenAI الأمريكية.
  • Anthropic Claude: من شركة أنثروبيك الأمريكية، وهو منافس قوي جداً.
  • ERNIE Bot (文心一言): من شركة بايدو الصينية.
  • Tongyi Qianwen (通义千问): من شركة علي بابا الصينية.
  • DeepSeek (深度求索): من شركة DeepSeek AI الصينية.

نظرة إيمانية: وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً

بصفتي مسلماً، أؤمن يقيناً بأن كل هذا العلم والقدرة على الابتكار ما هو إلا فضل من الله سبحانه وتعالى. إن هذه الطفرة المذهلة في الذكاء الاصطناعي هي دليل على العقل الذي وهبنا الله إياه لنعمر الأرض ونكتشف أسرار خلقه.

نحن كبشر مجرد وسائل وأدوات لتجلي علم الله، فكلما تعمقنا في العلم، زاد يقيننا بعظمة الخالق وقدرته. وهذا يذكرنا دائماً بضرورة التواضع، واستخدام هذه النعم فيما ينفع الناس ويعود عليهم بالخير.

نقطة أخيرة: الذكاء الاصطناعي أداة وليس ساحراً

من المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية، ولكنه ليس كياناً واعياً. هو لا “يفكر” أو “يشعر”، بل ينفذ مهاماً بناءً على تدريبه. وهذا يعني أنه قد يخطئ أحياناً أو يقدم معلومات غير دقيقة. لذلك، دائماً تعامل مع مخرجاته كنقطة انطلاق أو مسودة أولية تحتاج إلى مراجعتك ولمستك البشرية.

نأمل أن يكون هذا الدليل قد أزال بعض الغموض عن عالم الذكاء الاصطناعي. إنه ليس مجرد تقنية للمستقبل، بل أداة بين أيدينا اليوم يمكنها مساعدتنا في التعلم والإبداع وإنجاز أعمالنا بشكل أفضل.

يسرني متابعتكم، أخوكم عبدالله.

مصادر وروابط مفيدة: